من هم شعبُ الله المختار - وأي ارضِ ميعادِِ سيسكنون

 

مصطلح شعب الله  أُطلقَ على أتباع موسى الذين عبروا البحر الاحمر معهُ, وأيضاََ على أبناء الموعد الذي أُعطيَ لإبراهيم, عندما قيل " بل بأسحاقِِ يكون لك نسلُُ" , ولكن اليهود لا زالوا يتمسكون بهذا اللقب ظناََ منهم إنهم لا زالوا هم ابناء الموعد, وإِنَ هذا سيتحقق عند ظهور المسيح القائد الذي سيقودهم للسيطرة على العالم بمعيتهِ, وبهذا سيكونوا هم شعبه المختار. فهم إلى يومنا هذا لم يؤمنوا بيسوع المسيح الذي جاء وبأَنهُ هو المخلص الموعود.

 

فاليهود فهموا الموعد " موعداََ مادياََ للسيطرة على العالم"  وبأنهم هم أعلى مرتبةََ فوقَ كل شعوبِ ألأرض الباقين. وفهموا أيضاََ بأَنَ أرض الميعاد هي أرض فلسطين التي دخلوها أيام يشوع بن نون وإستولوا عليها ميراثاََ. هذهِ ألأرض التي وصفت بأرض اللبنِ والعسل, راحَ المؤمنون من الديانات الأُخرى يستقتلون للفوز بها فهي أولاََ وآخراََ بحسبِ ظنهم " أرض الميعاد".

 

فهولاء لم يفهوا بأن مملكة المسيح ليست من هذا العالم, وإِنَّ مملكتهُ سماوية تدومُ إلى ابدِ ألآبدين ولن تزولَ أبداََ, وتناسوا بأَنَّ هذهِ ألارض وهذهِ السماء ستحترقُ جميعاََ وتزول بدويِِ قاصف, وإنَّ الله سيخلق أرضاََ جديدة وسماءََ جديدة ( رسالة بطرس ورؤيا يوحنا). فراحوا تارةََ يشنون الحرب ليفتتحوها فتحاََ مبينـاََ, وتارةََ يؤسسونَ ما يُسمونه دولةِ صهيون جُزافاََ بالحروب والقتل والدمار, فالقتلى كثيرون والدماءُ تلحَقُ بألـدماء, والشر يتبعه الشر.

 

فإنهم لم يفهموا بأنَ أرض الميعاد الحقيقية هي أورشليم السماوية التي يُنزلها الله من السماء لشعبهِ المختار الحقيقي الذين ينالوا الحياة الابدية بدم الفادي يسوع المسيح, وهم أي الذين يخلصون سيكونون شعبُ الله الحقيقي الذي سيسكن أُورشليم السماوية ويكونوا مع الرب دائماََ وابداََ. وهو سيكونَ لهم إلاهـاََ وهمُ سيكونون لهُ شعباََ.

 

فهناك بالحقيقة لقبين وهما "ارض الميعاد" و "شعبُ الله المختار" نُسِبا رمزياََ لأرضِ فلسطين ولليهود الذين إستولوا على الارض أيام بشوع بن نون, فهم كانوا قد أُعطوا من الله طريقاََ للخلاص بناموس وصاياهُ  وذبائح الخطيئة التي رمزت لفداءِ المسيح والتي وجب تقديمها تمشياََ مع نص التعليمات والسنن التي أُعطيت لموسى. وبذا نالوا الرمز والارض.

 

 ولكن طريق الخلاص بالنعمة بفداءِ المسيح يسوع أُعطيـا ولن يأتي أحدُُ إلى الآب إلا بالمسيح, كما قال السيد الرب " أنا الحق والطريق والحياة, لا يأتي أحدُُ إلى الآب إلا بي" , فهنا أصبحت ارض الميعاد الحقيقية هي أورشليم السماوية وسكانها هم شعبُُ الله المختار الحقيقي الذين يصلوا اليها عن طريقِِ واحد " أَلا وهو السيد المسيح وفدائِـهِ".


نوري كريم داؤد

5 / 2 / 2009



"إرجع إلى ألبداية"